honeygirl عضو ممتاز
عدد الرسائل : 24 تاريخ التسجيل : 30/12/2009
| موضوع: الدين واصوله الجمعة يناير 01, 2010 8:04 pm | |
| ما هو المِلاك في تمييز أصول الدين الإسلامي عن فروعه ، و كيف صار التوحيد ـ مثلاً ـ أصلاً من أصول الدين ، و الصلاة ـ مثلاً ـ فرعاً من فروعه ؟ | الاجابة للشيخ صالح الكرباسي |
لمعرفة المِلاك في تقسيم الدين إلى أصول و فروع لابد و أن نتعرَّف أولاً على معاني الألفاظ التالية في المصطلح الاسلامي ، و الألفاظ هي : 1. الدين . 2. أصول الدين . 3. فروع الدين . معنى الدين : إستُعملت كلمة " الدِين " في اللغة العربية و كذلك في المُصطلح الاسلامي في معاني عديدة منها : 1. الجزاء : مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [1] أي مالك يوم الجزاء . و قوله تعالى : ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ [2] . و لقد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة أيضا بمعنى الجزاء في مواضع ، منها ما رُوي عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " قَالَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ابْنَ آدَمَ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ... " [3] أي كما تُجازِي تُجازَى . 2. الطاعة : مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [4] . و قوله عزَّ من قائل : ﴿ ... وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ ... ﴾ [5] . و قد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة بمعنى الطاعة في مواضع كثيرة ، منها : " العلم دينٌ يُدان به " [6] أي طاعة يُطاع الله به ، و دانَ الرَجُلُ بالإسلام ديناً ، أي تَعبَّد الرجل بالإسلام و تديّن به . الدين في تعاريف العلماء : عَرَّف العلماءُ الدينَ بتعاريفٍ مختلفة نشير إلى أهمها كالتالي : 1. بأنه : " أسم لجميع ما يُعبد به الله " [7] . 2. بأنه : " وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول و الفروع " [8] . 3. بأنه : " ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحرمات " [9] . 4. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير بالذات " [10] . 5. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات قلبياً كان أو قالبياً ، كالاعتقاد و الصلاة " [11] . تعريفنا للدين : و لو أردنا أن نُعرِّف الدين بتعريف جامع و مختصر قلنا : الدين : " معرفة و طاعة حسب النهج الإلهي " . معنى أصول الدين : إن الأصول و الأسس التحتية لفكر الإنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين ، و يراد بها الأمور التي ترتبط بعقيدة الإنسان و سلوكه الفكري و التي تبتنى عليها فروع الدين التي ترتبط بأفعال الإنسان أي سلوكه العملي ، فما يرتبط من أحكام الدين بتوجيه السلوك النظري للإنسان ـ أي المعرفة و العقيدة ـ تُسمى بأصول الدين . معنى فروع الدين : تُسمى الأحكام الدينية التي شُرِّعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي و العبادي و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه بفروع الدين . صفوة القول : إن الدين مجموعة من الأصول و الأسس و التعاليم و السنن ، فما خصَّ العقيدة عُدَّ من الأصول ، و ما خصَّ الشريعة عُدَّ من الفروع ، و ذلك لأن الاعتقاد بالأسس مقدم على العمل بالأحكام ، لذا فتُعتبر أصلاً ، كما أن قبول الأحكام الشريعة و العمل بها لكونها متوقفة على الاعتقاد بتلك الأصول فتُعتبر فرعاً بالنسبة لها . ثم إن المشهور بين علماء الكلام من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، هو أن أصول الدين خمسة ، يجب أن يكون الاعتقاد بها عن طريق الدليل و البرهان ، و هي كالتالي : 1. التوحيد . 2. العدل . 3. النبوة . 4. الامامة . 5. المعاد . أما فروع الدين فهي : 1. الصلاة . 2. الصيام . 3. الحج . 4. الزكاة . 5. الخمس . 6. الجهاد . 7. الأمر بالمعروف . 8. النهي عن المنكر ، و غيرها .[1] القران الكريم : سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآية : 4 ، الصفحة : 1 . [2] القران الكريم : سورة الواقعة ( 56 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 534 . [3] الكافي : 2/ 138 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران . [4] القران الكريم : سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 52 ، الصفحة : 272 . [5] القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 191 . [6] نهج البلاغة : 4/36 ، شرح الشيخ محمد عبده ، دار المعرفة ، بيروت / لبنان . [7] المنجد : مادة " دان " . [8] مجمع البحرين : 6 / 215 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران . [9] شرح المصطلحات الكلامية : 149 ، إعداد قسم الكلام في مجمع البحوث الإسلامية بمشهد / إيران ، الطبعة الأولى ، سنة : 1415 هجرية ، نقلاً عن المعتمد في أصول الدين : 192 . [10] شرح المصطلحات الكلامية : 149 ، نقلاً عن العقائد النسفية : 1 / 6 . [11] شرح المصطلحات الكلامية : 150 ، نقلاً عن الكليات : 168 . |
| |
|